عقدت مؤسسة "نُعلّم لفلسطين" الجلسة الثالثة من حواريات "الذكاء الاصطناعي في التعليم الفلسطيني"، وذلك ضمن سلسلة من الحواريات مع مجموعة من الخبراء المحليين في هذا المجال، تهدف هذه الحواريات إلى بناء تصور للتطوير المستقبلي لتدخلات مؤسسة نُعلّم لفلسطين في مجال تدريب المعلمين الجدد وخاصة معلمي المرحلة الأساسية الدنيا، كي تستجيب هذه التدخلات للتحديات الآنية والمستقبلية التي تفرضها التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي، كما ستساعد هذه الحواريات مؤسسة نعلم لفلسطين على صياغة سياسة داخلية، وتطوير برنامج التدريب لديها، و إصدار ورقة موقف حول هذا الموضوع الهام.
افتتحت الجلسة الدكتورة تفيدة جرباوي، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، مشددة على أهمية تطوير سياسات وطنية وتعليمية تراعي الجوانب الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحد من مخاطره، وتستثمر فوائده لصالح التعليم الفلسطيني.
وفي مداخلتها، طرحت الدكتورة ليلى فيضي، نائبة رئيسة المجلس، عدداً من الأسئلة المحورية للنقاش، تمحورت حول جهوزية وزارة التربية والتعليم لتبني استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، ومدى توفر البنية التحتية اللازمة لتدريب المعلمين وتطبيق تلك التقنيات في المدارس.
واستعرضت الدكتورة منى ضميدي خلال مداخلتها موقع فلسطين من التحولات العالمية في مجال دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، مستعرضة السياسات والاستراتيجيات التي طُورت محلياً في هذا الإطار. وتطرقت إلى التوجهات العالمية في دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
وفي مداخلته أكد الدكتور خالد ربايعة على ضرورة فهم الواقع الحالي لتقنيات الذكاء الاصطناعي كأساس لبناء سياسات تعليمية مستجيبة وفعّالة. وأوضح أن التطورات المتسارعة في هذا المجال تفرض على المعلمين والباحثين إعادة صياغة المهارات التعليمية، مشدداً على أهمية وجود سياسة واضحة لحماية بيانات الطلاب والمعلمين وضمان حقوقهم.
شارك في اللقاء مجموعة من الخبراء من الجامعات والقطاع الخاص الفلسطيني وأعضاء من مجلس إدارة نُعلّم لفلسطين وطاقمها التنفيذي.
وخلٌص المشاركون إلى ضرورة وجود سياسات حاكمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم تراعي دور المعلم كإنسان وحماية بيانات المستخدمين وخصوصيتهم ووضع آليات لتجنب التحيز الخوارزمي وضمان أن يكون الذكاء الاصطناعي متاح للجميع دون تمييز جغرافي أو اقتصادي. ووضع استراتيجيات واضحة في مجال تدريب المعلمين وتصميم المناهج الذكية وتوفير البنية التحتية اللازمة مع ضرورة إشراك جميع ذوي العلاقه من طلبة وأهالي وكوادر تعليمية وصناع قرار في تصميم هكذا استراتيجيات.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ مؤسسة نُعلّم لفلسطين تكرس جهودها لتوفير تعليم نوعي للطلبة الفلسطينيين في المرحلة الأساسية الدنيا من خلال تطوير قدرات المعلمين الجدد في مجالات التعليم الجامع والمهارات الحياتية والرقمنة وتوظيف منهجية STEAM والدعم النفسي والاجتماعي إضافة للتعليم المناخي، وتحرص المؤسسة على تطوير البيئة الصفية من خلال توفير المصادر التعليمية والأجهزة التكنولوجية للمدارس المستهدفة.