عقدت مؤسسة "نُعلّم لفلسطين" الجلسة الثانية من حواريات "الذكاء الاصطناعي في التعليم الفلسطيني"، وذلك ضمن سلسلة من الحواريات مع مجموعة من الخبراء المحليين في هذا المجال، تهدف هذه الحواريات إلى بناء تصور للتطوير المستقبلي لتدخلات مؤسسة نُعلّم لفلسطين في مجال تدريب المعلمين الجدد وخاصة معلمي المرحلة الأساسية الدنيا، كي تستجيب هذه التدخلات للتحديات الآنية والمستقبلية التي تفرضها التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي، كما ستساعد هذه الحواريات مؤسسة نعلم لفلسطين على صياغة سياسة داخلية، وتطوير برنامج التدريب لديها، و إصدار ورقة موقف حول هذا الموضوع الهام.
افتتحت الجلسة الدكتورة تفيدة جرباوي، رئيسة مجلس إدارة المؤسسة، بتلخيص لأهم نتائج الجلسة الأولى واستعراض محاور النقاش للجلسة الثانية مؤكدة على ضرورة إدارة هذه المسألة مبكرا نظرا لتسارع التطور في هذا المجال، واشارت الى ان الجلسة الثانية من الحواريات ستركز على الفرص والمنافع والوظائف المستقبلية الناتجة عن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي ثم سيتم التطرق للمخاطر من هذا التطور على النظام التعليمي وكيفية إدارة هذه المخاطر.
وفي مداخلته أشار الدكتور عبد العزيز خليل إلى إمكانيات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي الفلسطيني، مشيرًا إلى دوره في تخفيف الأعباء الإدارية عن المعلمين، وتحسين استراتيجيات التعليم والتعلم، وتطوير أدوات التقييم، وتخصيص المحتوى التعليمي بما يلائم قدرات الطلبة واحتياجاتهم الفردية.
وفي مداخلتها استعرضت الدكتورة أريج جابر أبرز التحديات التي قد تواجه ادماج الذكاء الاصطناعي متمثلة في التحيز في النتائج بناء على البيانات المدخلة، وضعف التفاعل الإنساني، والاعتماد المفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي بما قد يهدد دقة المعلومات. كما أشارت إلى سبل مواجهة هذه التحديات والتي لخصتها بالاستثمار في التدريب، وتعزيز الشراكات، وبناء سياسات تعليمية وطنية مرنة قادرة على استيعاب التطورات التكنولوجية.
تبع المداخلتان نقاش أكد فيه الحضور على ضرورة الاستعداد المبكر لمواجهة المخاطر، وتعزيز الوعي المجتمعي، وضمان عدالة الوصول إلى التكنولوجيا التعليمية، حيث أوصى المشاركون بضرورة تعزيز الوعي لدى مختلف الفاعلين التربويين، وتطوير برامج تدريبية للمعلمين، بما يضمن توازنًا بين استثمار الفرص وإدارة التحديات.
شارك في اللقاء مجموعة من الخبراء من الجامعات والقطاع الخاص الفلسطيني وأعضاء من مجلس إدارة نُعلّم لفلسطين وطاقمها التنفيذي.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ مؤسسة نُعلّم لفلسطين تكرس جهودها لتوفير تعليم نوعي للطلبة الفلسطينيين في المرحلة الأساسية الدنيا من خلال تطوير قدرات المعلمين الجدد في مجالات التعليم الجامع والمهارات الحياتية والرقمنة وتوظيف منهجية STEAM والدعم النفسي والاجتماعي إضافة للتعليم المناخي، وتحرص المؤسسة على تطوير البيئة الصفية من خلال توفير المصادر التعليمية والاجهزة التكنولوجية للمدارس المستهدفة.